Sunday, January 6, 2013

مونولوج

 
 

 
وحينما أَلوذُ بنفسي إلى نفسي أرى النارَ تجولُ سيلا في الحشايا
و لا أرى أحدا بصحبي غير مجمرتي تُحَّرِقُ ما فيّ من  خبايا
ويَبيَضُ الليلُ كل طلوع شمس  بعدما ذَوَبْتُ نجومَ السما تِعدادا
وما إنْ يجيءُ الصبحُ حتى يَحِيلُ إلى ظُلَمٍ لا تُعرَفُ الا كدارا
فما  بين صبحٍ وليل تَراني أُحاكي نَجمهَا و شمسَها الأكوانا
وغداةُ يومٍ لَجَّ بي الجنونُ سكِّيرا فدعانيْ إلى ما تحت البحارا
فضِعتُ و ضاعَ رُشدي حتى تألبَ قاعُ الماء نارا من لَظَايّا
وتداعيتُ يوما بقيظ في شديدِ بردٍ و بهِ ويلٌ من جهنمَ كْ الزُؤاما
و أبصرتُ بجانبي بُوما عبوسا على مقلتيها عطشُ   ظمآنا
قالتْ: يا إنسي  ؟؟ مالي أراكَ صحواً؟ مالي أراكَ غَلْوَ حَرَّانا ؟
قلتُ  أيْ رفيقة الظلام صمتا, يا أختُ كفاكي تمتمتهً كفاكي أحزانا
وانظري هاكي السما و تلكمُ الرواسي تحتها و فوقها  الصولجانا
ما بك وبي ؟ دعيني في ليلي أباعدُ عن قومي ما استطعتُ أقواما
لست بسميرٍ ولا نديمُ حانةٍ ولا أَمْلُكُ قدَحَا فخليني وحدي وجِفْنَايَّا
قالتْ فكِلْ بالميزان واقْسِطْ و زِنْ همومي في همومكَ كأنهن أحشادا
أنا الشؤمُ و رديفُ البَيْنِ و إن راّْني فاقدُ البصرِ فرَّ مُدبرا من لُقْيَا يّا
وكم من فجيعةٍ وكم من مُصابٍ وكم من فِراقٍ حُمِّلتُ وِزْرَهُ و رُؤيَاّيّا
و ترانيْ في بهيمِ الليل وَحدِي أنوحُ على الأقدارِ ما من سميع لشكوايا
أتسمعُ  الغرابَ في الصبح مَرِحَا يَنْعَقُ مفاخرةً وأنا والظلام لسنا نِيَاما  
أتيتُ أطلبُ الجوار, فناصحني وانظُرْ بالألمِ ما تَبوحُ به أقذاءُ عينايّا
أَدمانيْ قولُكِ  يا أختُ مهلا !قد مَاج في العينين إِثر بكاكي  ذكرى بلوايّا
أنا مثلكُ يا مُعذَبةُ مشكاةُ ليلٍ  تَنْظُرُ  الجوزاءَ من مَطْلَعٍها حتى الغيابا
كنتُ حجرا وجبروتُ صخرٍ وأُجاَلِدُ الأحزانَ صفعاً فقالوا: ويحَ إنسانا
فغَدوتُ مراس الريح في الخريف يعْصِفُنِي عَصْفَهُم و لهم مَادَت حبيبتايا
وإذا ما طرِبُوا طَرِبتُ منشداً قصيد الهوى من رَوَاحِ الاطيارِ حتى الماّبا
 وكم تناسيتُ يوما إذا مَرُوا يتقاذفُونَ جِرَاحيْ وهاجَ منهمُ اللسانُ بالهجاءا
ظَنُوا إذ أرضَيتُهمْ جُبْنَا , وإذ راحتْ أقدامي في الفلواتِ بعيداً صُنْعَ شيطانا
و ربي حِرْتُ بهم حتى مادت من تأوههي عاليات السما وما تحتها من حنايا
أأنتظرُ صحبا لا يُصَاحَبُ أم حبيبا وشى لعاذلات الكيد جَرحا خفيا لا يُرَامَا
خليني يا أختُ وحدي على شاشي و مِقْفَرَتِّي لا أطلبُ أحدا من لَدُنِ نسيانا
وسقطتْ عيون البوم تَلْثِمُ الارض من فوق شجرٍ كان و ربُ الناس فاتَنا بسَّاما
هيهات  يا قلبُ مني. ألا قد زادَ التمادي فحاذرْ من قَتْلِكَ يومَ ترَانِي بين قَتْلايا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments:

Post a Comment